محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ} (9)

وقوله تعالى :

{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } من عطف القصة أو استئناف . والقصد تقرير أمر التوحيد الذي انتهى إليه الآية قبله ، ببيان أنه دعوى كل نبي لا سيما أشهرهم نبأ وهو موسى عليه السلام . فقد خوطب بقوله تعالى : { إنني أن الله لا إله إلا أنا } وبه ختم تعالى نبأه في هذه السورة بقوله تعالى : { إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو } أو تقرير لسعة علمه المبين في قوله تعالى : وإن تجهر بالقول } الخ بقوله بعد { وسع كل شيء علما } أو لهما معا . أو لحمله ، صلوات الله عليه ، على التأسي بموسى عليه السلام ، إلى كيفية ابتداء الوحي إليه ، وتكليمه تعالى إياه . وذلك بعد أن قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم . وسار بأهله قاصدا بلاد مصر ، بعد ما طالت غيبته عنها ومعه زوجته . فأضل الطريق . وكانت ليلة شاتية ، ونزل منزلا بين شعاب وجبال في برد وشتاء . وبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نارا ، كما قصه تعالى بقوله : { إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا }