إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ} (9)

{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ موسى } استئنافٌ مَسوقٌ لتقرير أمر التوحيدِ الذي إليه انتهى مَساقُ الحديث وبيانِ أنه أمرٌ مستمرّ فيما بين الأنبياء كابراً عن كابر ، وقد خوطب به موسى عليه الصلاة والسلام حيث قيل له : { إِنَّنِي أَنَا الله لا إله إِلا أَنَا } وبه ختَم عليه الصلاة والسلام مقالَه حيث قال : { إِنَّمَا إلهكم الله الذي لا إله إِلاَّ هُوَ } وأما ما قيل من أن ذلك لترغيب النبيِّ عليه الصلاة والسلام في الائتساء بموسى عليه الصلاة والسلام في تحمل أعباءِ النبوة والصبرِ على مقاساة الخطوبِ في تبليغ أحكامِ الرسالة ، فيأباه أن مساقَ النظمِ الكريم لصرفه عليه الصلاة والسلام عن اقتحام المشاقِّ .