محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ} (3)

وقوله تعالى : { إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى } أي تذكيرا له . أي { مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ } لتتعب بتبليغه ، ولكن تذكرة لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالإنذار . والقصد أنه ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر ، ولم يكتب عليك أن يؤمنوا لا محالة . وقد جرت السنة الإلهية في خطاب الرسول في مواضع من التنزيل ، أن ينهاه عن الحزن عليهم وضيق الصدر بهم ، كقوله تعالى : { فلا يكن في صدرك حرج } { فلعلك باخع نفسك على آثارهم } : { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } وهذه الآية من الباب أيضا . وفي ذلك كله من تكريم الرسول صلوات الله عليه ، وحسن العناية به والرأفة ، ما لا يخفى .