اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ} (9)

قوله تعالى{[23188]} : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ( 9 ) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ( 10 ) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى ( 11 ) }

قوله تعالى : { وَهَلْ أتَاكَ حَديثُ مُوسَى : إذْ رَأَى نَاراً }{[23189]} . . . الآية : لما عظم حال القرآن ، وحال الرسول عليه السلام{[23190]} بما كلَّفه أتبع ذلك بما يقوي قلبَ رسوله من ذكر أحوال الأنبياء تقوية لقلبه في الإبلاغ{[23191]} ، كقوله تعالى{[23192]} : { وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }{[23193]} . وبدأ بموسى لأن فتنته كانت أعظم " ليتسلَّى قلبُ الرسول عليه السلام بذلك ، ويصبر على تحمل المكاره . قوله : { وَهَلْ أتَاكَ } يحتمل أن يكون هذا أول ما أخبر به من أمر موسى فقال : " وَهَلْ أتَاكَ " أي لم يأتك إلى الآن ){[23194]} وقد أتاك الآن فتنبه له ، وهذا قول الكلبي . ويحتمل أن يكون قد{[23195]} أتاه ذلك في الزمان المتقدم فكأنه قال : أليس قد أتاك ، وهذا قول مقاتل والضحاك عن ابن عباس ، وهذا وإن كان على لفظ الاستفهام الذي لا يجوز على الله على لكن المقصود منه تقرير الخبر في قلبه ، وهذه الصورة أبلغ في ذلك كقولك لصاحبك : هَلْ بلغكَ عني كذا{[23196]} ؟ فيتطلع السامع إلى معرفة ما يرمي إليه ، ولو{[23197]} كان المقصود هو الاستفهام لكان الجواب يصدر من قِبَل موسى لا من قِبَل{[23198]} الله ( تعالى{[23199]} ){[23200]} .


[23188]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/14 ـ 15.
[23189]:"إذ رأى نارا": سقط من ب.
[23190]:عليه السلام: سقط من ب.
[23191]:في ب: البلاغ.
[23192]:تعالى : سقط من ب.
[23193]:[هود: 120].
[23194]:ما بين القوسين سقط من ب وفيه: أتاك لم يأتك ألما لأن وهو تحريف.
[23195]:قد: سقط من ب.
[23196]:في ب: هل بلغت عن هذا أو عن كذا. وهو تحريف.
[23197]:في ب: وإن.
[23198]:قبل: سقط من ب.
[23199]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/14-15. في ب: عز وجل.
[23200]:الكشاف 2/428، التبيان 2/885، البحر المحيط 6/230.