السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ} (9)

وبدأ بموسى لأنّ فتنته كانت أعظم الفتن ليتسلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ويصبر على حمل المكاره ، فقال تعالى : { وهل أتاك حديث موسى } وهذا محتمل لأن يكون هذا أوّل ما أخبر به من أمر موسى فقال : { وهل أتاك } أي : لم يأتك إلى الآن فتنبه له وهذا قول الكلبي ومحتمل أن يكون قد أتاه ذلك في الزمان المتقدم فكأنه قال : أليس قد أتاك ؟ وهذا قول مقاتل والضحاك عن ابن عباس وهذا وإن كان على لفظ الاستفهام الذي لا يجوز على الله تعالى لكن المقصود منه تقرير الخبر في نفسه وهذه الصورة أبلغ في ذلك كقولك لصاحبك هل بلغك عني كذا ؟ فيتطلع السامع إلى معرفة ما يومئ إليه ولو كان المقصود هو الاستفهام لكان الجواب يصدر من قبل موسى لا من قبل الله تعالى ، وقيل : إن هل بمعنى قد وجرى على ذلك الجلال المحلي تبعاً للبغوي .