محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (6)

{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ } أي ذلك الذي ذكر من خلق الإنسان على أطوار مختلفة ، وتصريفه في أحوال متباينة ، وإحياء الأرض بعد موتها ، حاصل بسبب ان الله هو الحق وحده في ذاته وصفاته وأفعاله . المحقق لما سواه من الأشياء ، فهي من آثار ألوهيته وشؤونه الذاتية وحده ؛ وما سواه مما يعبد باطل ، لا يقدر على شيء من ذلك { وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى } أي يقدر على إحيائها ، إذ أحيى النطفة والأرض الميتة { وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فإن القدرة التي جعل بها هذه الأشياء العجيبة ، لا يمتنع عليها شيء .