محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ} (13)

وقوله تعالى :

{ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } .

{ يَدْعُو } أي هذا المنقلب على وجهه ، إذا أصابته فتنة { لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } أي وثنا أو صنما ، ضره في الدنيا بالذل والخزي وفي الآخرة بالعذاب ، أسرع إليه من نفعه الذي يتوقعه بعبادته ، وهو الشفاعة والتوسل به إلى الله تعالى . فاللام زائدة في المفعول به ، وهو ( من ) كما زيدت في قوله تعالى {[5521]} : { ردف لكم } في وجه . وذكر أن ابن مسعود كان يقرؤه { يدعو من ضره } بغير لام . وهي مؤيدة للزيادة . و { ضره } مبتدأ ، و { أقرب } خبر . وفي الآية وجوه كثيرة هذا أظهرها . وإثبات الضرر له هنا ، باعتبار معبوديته . ونفيه قبل ، باعتبار نفسه . والآية بمثابة الاستدراك أو الإضراب عما قبلها ، بإثبات ضر محقق لا حق لعابده ، تسفيها وتجهيلا لاعتقاده فيه أنه سينتفع به حين يستشفه به . وإيراد صيغة التفضيل ، مع خلوه عن النفع بالمرة ، للمبالغة في تقبيح حاله ، والإمعان في ذمه { لَبِئْسَ الْمَوْلَى } أي الناصر له { وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } أي المصاحب له .


[5521]:(27 النمل 82).