محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبۡتُم بِـَٔايَٰتِي وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (84)

{ حَتَّى إِذَا جَاؤُوا } إلى المحشر { قَالَ } أي ليفضحهم في هذا اليوم المشهود { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } أي الناطقة بلقاء يومكم هذا وقوله { وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا } جملة حالية مفيدة لزيادة شناعة التكذيب وغاية قبحه . ومؤكدة للإنكار والتوبيخ . أي أكذبتم بهذا بادئ الرأي ، غير ناظرين فيها نظرا يؤدي إلى العلم بكنهها ، وأنها حقيقة بالتصديق حتما ؟ وهذا نص في أن المراد بالآيات ، فيما سلف في الموضعين ، هي الآيات القرآنية . لأنها هي المنوطة على دلائل الصحة ، وشواهد الصدق التي لم يحيطوا بها علما ، مع وجوب أن يتأملوا ويتدبروا فيها . لا نفس الساعة وما فيها . أفاده أبو السعود { أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي بها . أو ماذا كان عملكم ؟ هل هو إلا الإفساد والإفساد ؟ وصد السبيل عن العباد ؟ ولذا حقت كلمة العذاب عليهم ، كما قال تعالى :

{ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ } .