تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبۡتُم بِـَٔايَٰتِي وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (84)

[ الآية 84 ] وقوله تعالى : { حتى إذا جاءو } أي حتى إذا جاؤوا جميعا ، واجتمعوا ، يعني الكفار ، قال لهم : { أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما } يحتمل { ولم تحيطوا بها علما } [ وجهين :

أحدهما : ]{[15150]} أي قد أحطتم بها علما أنها آيات ، لكن كذبتهم ، وأنكرتم أنها آيات عنادا ومكابرة ؛ إذ يجوز أن يتكلم بالنفي على إثبات ضده كقوله : { قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } [ يونس : 18 ] أي نعلم بضد ذلك وبخلاف ما تقولون أنتم . وذلك جائز ، في القرآن كثير .

والثاني{[15151]} : أن يكون قوله : { ولم تحيطوا بها علما } لما لم تتفكروا فيها ، ولم تنظروا إليها نظر التعليم والإجلال لكي تعرفوا ، وتحيطوا{[15152]} بها علما أنها آيات .

وإلا لو كان التأويل على ظاهر ما ذكر لكان لهم عذر في تكذيبها إذا لم يحيطوا بها علما ؛ إذ من لم يحط العلم بالشيء فله عذر الرد وترك القبول . لكن يخرج على الوجهين اللذين ذكرتهما ، والله أعلم .

وقوله{[15153]} تعالى : { أماذا كنتم تعملون } في تكذيب الآيات والأعمال التي عملوها بلا حجة ولا برهان .


[15150]:- ساقطة من الأصل وم.
[15151]:- في الأصل وم: و.
[15152]:- في الأصل وم: وأحطتم.
[15153]:- في الأصل وم: ثم قال.