اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبۡتُم بِـَٔايَٰتِي وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (84)

{ حتى إِذَا جَاءُوا }{[39532]} يوم القيامة ، قَالَ لَهُمُ اللَّهُ : { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } ولم تعرفوها حتى معرفتها . والواو في «وَلَمْ تُحِيطُوا » يجوز أن تكون العاطفة وأن تكون الحالية{[39533]} ، و «عِلْماً » تمييز . قوله : «أمَّاذَا » أم هنا منقطعة ، وتقدم حكمها ، و «مَاذَا » يجوز أن يكون برمته استفهاماً منصوباً ب «تَعْملون » الواقع خبراً عن «كُنْتُم » ، وأن تكون «ما » استفهامية مبتدأ ، و «ذا » موصول خبره ، والصلة : { كنتم تعملون } ، وعائده محذوف ، أي : أي شيء الذي كنتم تعملونه{[39534]} ؟ وقرأ أبو حيوة «أمَا » بتخفيف الميم ، جعل همزة الاستفهام داخلة على اسمه تأكيداً{[39535]} كقوله :

3972 - أَهَلْ رَأَوْنَا بِوَادِي القُفِّ ذِي الأَكَمِ{[39536]} *** . . .

قوله : { أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } حين لم يتفكروا فيها ، كأنه قال : ما لم تشتغلوا بذلك العمل المهم فأي شيء كنتم تعملونه بعد ذلك


[39532]:في ب: إذا ما جاءوا.
[39533]:انظر الكشاف 3/153.
[39534]:انظر البحر المحيط 7/98-99.
[39535]:انظر البحر المحيط 7/99.
[39536]:عجز بيت من بحر الطويل، قاله زيد الخيل، وصدره: سائل فوارس يربوع بشدَّتنا وهو في المقتضب 1/182، 3/291، الخصائص 2/463، أمالي ابن الشجري 1/108، 2/334، ابن يعيش 8/152، 153، المغني 2/352، شرح شواهده 2/772، الهمع 2/77، 133، الخزانة 11/261 عرضاً، الأكم جمع أكمة وهي التل. والشاهد فيه دخول همزة الاستفهام على "هل" التي للاستفهام لتأكيد معنى الاستفهام.