ثم قال تعالى{[53008]} : { حتى إذا جاءوا وقال أكذبتم بآياتي }[ 86 ] ، أي جاء الأفواج واجتمعوا ، قال لهم الله{[53009]} جل ذكره : { أكذبتم بآياتي }[ 86 ] ، أي بحججي{[53010]} وأدلتي{[53011]} { ولم تحيطوا بها علما }[ 86 ] ، أي ولم تعرفوها حق معرفتها أماذا{[53012]} { كنتم تعملون{[53013]} } فيها من تصديق أو تكذيب . وقوله : { ولم تحيطوا }[ 86 ] ، معطوف على { أكذبتم } فيه معنى التوبيخ{[53014]} والتقدير{[53015]} . على معنى : { ولم تحيطوا بها علما{[53016]} } " أي أكذبتم بها{[53017]} وقد أحطتم بها علما{[53018]} ، لأن الألف إذا دخلت على النفي نقلته{[53019]} إلى الإيجاب بمنزلة { ألم نشرح{[53020]} لك صدرك } أي قد شرحناه لك{[53021]} ، ودل على حذف الألف من ولم{[53022]} تحيطوا{[53023]} . قوله{[53024]} : " أما ذا كنتم " {[53025]} . ولو لم تقدر الألف ويجري على معنى الإيجاب الذي أصله النفي وردته{[53026]} الألف إلى الإيجاب لكان ذلك عذرا لهم إنهم إنما كذبوا لما{[53027]} لم يحيطوا بعلمها ، وليس الأمر كذلك بل كذبوا بعد إحاطتهم بعلمها ونزولها{[53028]} ، والدعوة إلى الإيمان بها .
وقد قيل{[53029]} إنه لا إضمار ألف في هذا ، والمعنى : أنهم كذبوا وهم غير محيطين بالعلم و{[53030]} بالآيات ، دليله قوله : { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه }{[53031]} فإذا أجريته على هذا المعنى : كانت " أم " عديلة الألف{[53032]} في " أكذبتم " فإذا أجريته على المعنى الأول كانت " أم " عديلة الألف المحذوفة في{[53033]} " أولم " ودالة{[53034]} عليها ، ومعنى الكلام : التقريع ، والتوبيخ ، والتقرير{[53035]} على ما قدموا ، ولفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه{[53036]} على غير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.