محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ} (43)

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ } أي لا يقدر أحد على رده . وقوله : { مِنَ اللَّهِ } متعلق ب { يأتي } أو ب { مرد } لأنه مصدر على معنى لا يرده تعالى ، لتعلق إرادته بمجيئه . وفيه انتفاء رد غيره بطريق برهاني . وقيل عليه ، لو كان كذلك لزم تنوينه لمشابهته للمضاف . وأجيب بأن الشبيه بالمضاف قد يحمل في ترك تنوينه . كما في الحديث ( لا مانع لما أعطيت ) { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } أي يتفرقون كالفراش المبثوث ، أو فريق في الجنة وفريق في السعير كقوله {[6079]} : { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } .


[6079]:(30 الروم 14).