محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

{ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } أي على أزواجهن أو مبيضّاته تشبيها بالثوب المقصور ، وهو المحوّر . { عين } أي كبار الأعين { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } أي بيض نعام في الصفاء ، مستور لم يركب عليه غبار .

قال الشهاب : وهذا على عادة العرب في تشبيه النساء بها . وخصت ببيض النعام ، لصفائه وكونه أحسن منظرا من سائره . ولأنها تبيض في الفلاة وتبعد ببيضها عن أن يمس . ولذا قالت العرب للنساء ( بيضات الخدور ) ولأن بياضه يشوبه قليل صفرة مع لمعان ، كما في الدرّ . وهو لون محمود جدا . إذ البياض الصرف غير محمود . وإنما يحمد إذا شابه قليل حمرة في الرجال ، وصفرة في النساء . انتهى .

و حكى ابن جرير عن ابن عباس ، أنه عنى بالبيض المكنون ( اللؤلؤ ) .

ثم قال : والعرب تقول لكل مصون ( مكنون ) لؤلؤا كان أو غيره . كما قال أبو دهبل :{[6359]}

وهي زهراء مثل لؤلؤة الغوّا *** صِ مِيزَت من جوهر مكنون


[6359]:من قصيدته التي مطلعها: طال ليلى وبتّ كالمحزون *** ومللت الثواء في جيرون جيرون:حصن في دمشق، وقيل:هي دمشق نفسها. قالها في عاتكة بنت معاوية بن أبي سفيان. انظر الصفحة رقم122 من الجزء السابع من الأغاني(طبعة دار الكتب).