الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

والبَيْضُ جمعُ بَيْضَة وهو معروفٌ . والمرادُ به هنا بَيْضُ النَّعام . والمَكْنون المصُون مِنْ كَنَنْتُه أي : جَعَلْتُه في كِنّ . والعربُ تُشَبِّه المرأةَ بها في لَوْنِها ، وهو بياضٌ مُشْرِبٌ بعضَ صُفْرَةٍ . والعربُ تُحبُّه . قال امرؤ القيس :

3801 وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرام خِباؤُها *** تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بها غيرَ مُعْجَلٍ

كبِكْرِ مُقاناةِ البَياضِ بصُفْرَةٍ *** غَذاها نَمِيْرُ الماءِ غيرَ المُحَلَّلِ

وقال ذو الرمة :

3802 بيضاءُ في بَرَحٍ صَفْراءُ في غَنَجٍ *** كأنها فِضَّةٌ قد مَسَّها ذَهَبُ

وقال بعضُهم : إنما شُبِّهَتِ المرأةُ بها في أجزائِها ، فإنَّ البيضةَ من أيِّ جهةٍ أتيتَها كانَتْ في رأي العينِ مُشْبهةً للأخرى وهو في غاية المدح . وقد لَحَظ هذا بعضُ الشعراءِ حيث قال :

3803 تناسَبَتِ الأعضاءُ فيها فلا تَرَى *** بهنَّ اختلافاً بل أَتَيْنَ على قَدْرِ

ويُجْمع البَيْضُ على بُيُوْض قال :

3804 بتَيْهاءَ قفرٍ والمَطِيُّ كأنَّها *** قطا الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها