النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

{ كأنهن بيضٌ مكنون } فيه وجهان :

أحدهما : يعني اللؤلؤ في صدفه ، قاله ابن عباس ، ومنه قول الشاعر :

وهي{[2335]} بيضاء مثل لؤلؤة الغوا *** ص ميزت من جوهر مكنون

الثاني : يعني البيض المعروف في قشره ، والمكنون المصون .

وفي تشبيههم{[2336]} بالبيض المكنون أربعة أوجه :

أحدها : تشبيهاً ببيض النعام يُكنّ بالريش من الغبار والريح فهو أبيض إلى الصفرة ، قاله الحسن .

الثاني : تشبيهاً ببطن البيض إذا لم تمسه يد ، قاله سعيد بن جبير .

الثالث : تشبيهاً ببياض البيض حين ينزع قشره ، قاله السدي .

الرابع : تشبيهاً بالسحاء{[2337]} الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض ، قاله عطاء .


[2335]:في ك وزهره بدل وهي بيضاء.
[2336]:هكذا بالأصول ولعل الصواب وتشبيههن لأن الحديث عن قاصرات الطرف.
[2337]:سحاة كل شيء قشره والجمع سحا مثل مهاة ومها.