محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (30)

{ قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى } أي المتفق على تعظيم كتابه . أي وقد علمنا صدقه لكونه { مصدقا لما بين يديه } أي من هذه الكتب كلها ، وقد فُضِّل عليها إذ { يهدي إلى الحق } أي معرفة الحقائق { وإلى طريق مستقيم } أي لا عوج فيه ، وهو الإسلام .

/ قال ابن كثير : أي يهدي إلى الحق في الاعتقاد والأخبار ، وإلى طريق مستقيم في الأعمال . فإن القرآن مشتمل على شيئين : خبر وطلب . فخبره صدق ، وطلبه عدل ، كما قال تعالى : {[6578]} { وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا } وقال تعالى : {[6579]} { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } فالهدى هو العلم النافع ، ودين الحق هو العمل الصالح . وهكذا قالت الجن : يهدي إلى الحق في الاعتقادات ، وإلى طريق مستقيم ، أي في العمليات .

/خ31


[6578]:[6 / الأنعام / 115].
[6579]:[9/التوبة/ 33].