تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (30)

الآية 30 ويحتمل أنه أمرهم في الكتب التي أُعطوا معرفتها بالتوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليستمعوا منه إلى القرآن لأنه قال عز وجل على إثره خبرا عنهم : { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أُنزل من بعد موسى مصدّقا لما بين يديه } هذا يدلّ على أنهم قد عرفوا الكتاب قبل هذا الكتاب حين{[19370]} { قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أُنزل من بعد موسى مصدّقا لما بين يديه } فجائز أن يكونوا أُمروا بتلك الكتب باستماع هذا الكتاب والعمل به .

ويحتمل أن يكونوا عرفوا بذلك لما كانوا يسترقّون /511-ب/ السمع [ إذ يصعدون ]{[19371]} إلى السماء ، فيستمعون إلى أخبار السماء ، ثم ينزلون ، فيخبرون أهل الأرض بذلك ليكون العلم لهم بذلك من الوجوه الثلاثة التي ذكرناها ، والله أعلم .


[19370]:في الأصل وم: حيث.
[19371]:ساقطة من الأصل وم.