الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (30)

( ت ) : وقولهم : { مِن بَعْدِ موسى } يحتمل أَنَّهُمْ لم يعلموا بِعِيسَى ؛ قاله ابن عباس ، أوْ أَنَّهم على دِينِ اليهودِ ، قاله عطاء ؛ نقل هذا الثعلبيُّ ، ويحتمل ما تَقَدَّم ذِكْرَه في غير هذا ، وأَنَّهم ذكروا المُتَّفَقَ عليه ، انتهى .

{ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } وهي التوراة والإنجيل ، وداعي اللَّه هو محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم { وَآمِنُواْ بِهِ } أي : باللَّه { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } الآية .

( ت ) : وذكر الثعلبيُّ خلافاً في مُؤمني الجِنِّ ، هل يُثَابُونَ على الطاعةِ ويدخُلُونَ الجَنَّة ، أو يُجَارُونَ من النار فقطْ ؟ اللَّه أعلم بذلك ، قال الفخر : والصحيحُ أَنَّهم في حُكْمِ بني آدم يستحِقُّون الثوابَ على الطاعة ، والعقابَ على المعصية ، وهو قول مالك ، وابن أبي ليلى ؛ قال الضَّحَّاكُ : يدخلون الجنة ، ويأكلون ويشربون ، انتهى . وقد تَقَدَّمَ ما نقلناه عن البخاريِّ في سورة الأنعام ؛ أَنَّهُمْ يُثَابُونَ .