محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

{ ذلك } إشارة ما ذكر من ارتدادهم ، { بأنهم } أي بسبب أنهم { قالوا } أي المنافقون { للذين كرهوا ما نزل الله } أي لليهود الكارهين لنزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم { سنطيعكم في بعض الأمر } أي بعض أموركم ، أو ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد ، والتظاهر على الرسول ، أو الخروج معهم إن أخرجوا ، كما أوضح ذلك قوله تعالى :{[6602]} { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم } وهم بنو قريظة والنضير الذين كانوا يوالونهم ويوادونهم .

{ والله يعلم إسرارهم } أي : إخفاءهم لما يقولونه لليهود .


[6602]:[59 / الحشر/ 11].