محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ} (53)

{ وكل صغير وكبير مستطر 53 } .

{ وكل صغير وكبير } أي من الأعمال { مستطر } أي مسطور لا يمحى ولا ينسى ، كما قال تعالى :{[6873]} { ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضرا ، ولا يظلم ربك أحدا } وقوله سبحانه : {[6874]} { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } .

وروى الإمام أحمد {[6875]} عن عائشة رضي الله عنها ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : / ( يا عائشة ! إيّاك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله طالبا ) .

قال ابن كثير : ورواه النسائي وابن ماجة من طريق سعيد بن مسلم بن ماهك المدنيّ ، وثّقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم . وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا ، من وجه آخر . ثم قال سعيد : فحدّثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي : ويحك يا سعيد ! لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره ، فأتاه آت في منامه ، فقال له : يا سليمان !

لا تحقرن من الذنوب صغيرا *** إن الصغير غدا يعود كبيرا

إن الصغير ، ولو تقادم عهده ، *** عند الإله مسطر تسطيرا

فازجر هواك عن البطالة ، لا تكن*** صعب القياد وشمرن تشميرا

إن المحب إذا أحب إلهه ***طار الفؤاد وأُلْهِمَ التفكيرا

فاسأل هدايتك الإله ، فتتئد *** فكفى بربك هاديا ونصيرا


[6873]:[18/ الكهف/ 49].
[6874]:[17/ الإسراء / 13و 14].
[6875]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 70 من الجزء السادس(طبعة الحلبي(.