محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

{ في مقعد صدق } قال ابن جرير :{[6876]} أي في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم .

وقال الزمخشريّ : في مكان مرضي . قال شرّاحه : فالصدق مجاز مرسل في لازمه ، / أو استعارة . وقيل : المراد صدق المبشِّر به ، وهو الله ورسوله . أو المراد أنه ناله من ناله بصدقه وتصديقه للرسل ، فالإضافة لأدنى ملابسة .

{ عند مليك } بمعنى ملك . قال الشهاب : وليس إشباعا ، بل هي صيغة مبالغة كالمقتدر { مقتدر } قال القاشانيّ : أي يقدر على تصريف جميع ما في ملكه على حكم مشيئته ، وتسخيره على مقتضى إرادته لا يمتنع عليه شيء .

وقال الشهاب : في تنكير الاسمين الكريمين إشارة إلى أن ملكه وقدرته لا تدري الأفهام كنههما ، وأن قربهم منه بمنزلة من السعادة والكرامة ، بحيث لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، مما يجل عن البيان ، وتكلّ دونه الأذهان .


[6876]:انظر الصفحة رقم 113 من الجزء السابع والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.