اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ} (53)

قوله : { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ } أي كل صغير وكبير مكتوب على عامله قبل أن يفعلوه .

وقرأ العامة مُسْتَطَرٌ بتخفيف الراء من السَّطْر وهو الكَتْب أي مُكْتَتَبٌ يقال : سَطَرْتُ واسْتَطَرْتُ وكَتَبْتُ وَاكْتَتَبْتُ وقرأ الأعمش وعِمْرَانُ بنُ حُدَيْر - وتروى عن عاصمٍ - بتشديدها{[54221]} ، وفيه وجهان :

أحدهما : أنه مشتق من طَرّ الشاربُ والنباتُ أي ظَهَرَ وثَبَتَ بمعنى أن كل شيء قَلّ أو كَثُر ظاهرٌ في اللّوح غير خفي ، فوزنه مُسْتَفْعَلٌ كمُسْتَخْرجٍ .

والثاني : أنه من الاسْتِطَار كقراءة العامة ، وإنما شددت الراء من أجل الوقوف كقولهم : هذا جَعْفَرّ ونفعلّ ، ثم أجري الوصل مجرى{[54222]} الوقف فوزنه مُفْتَعَلٌ كقراءة الجمهور .


[54221]:قراءة شاذة ذكرها صاحب البحر المحيط 8/185 وصاحب المختصر 148.
[54222]:نقل هذين الوجهين صاحب البحر المحيط عن صاحب اللوامح 8/185، وعمران بن حُدير: السدوسي البصري، ثقة، روى الحروف عن لاحق بن حميد، وعكرمة روى عنه الحروف عباس بن الفضل. مات في سنة 149 هـ. وانظر الغاية 1/604.