محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلرَّحۡمَٰنُ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

55 – سورة الرحمن

قال المهايمي : سميت به لأنها مملوءة بذكر الآلاء الجليلة ، وهي راجعة إلى هذا الاسم . وهي مكية ، على قول ابن عباس . وآيها ثمان وسبعون .

وقد روى الإمام أحمد أن أول مفصل ابن مسعود ، كان الرحمن .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الرحمن *علم القرآن } أي بصّر به ما فيه رضاه ، وما فيه سخطه ، برحمته ليطاع باتباع ما يرضيه ، وعمل ما أمر به ، وباجتناب ما نهى عنه ، وأوعد عليه ، فينال جزيل ثوابه ، وينجى من أليم عقابه .

قال القاضي : لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية ، صدّرها ب ( الرحمن ) وقدم ما هو أصل النعم الدينية وأجلّها ، وهو إنعامه بالقرآن ، وتنزيله وتعليمه ، فإنه أساس الدين ، ومنشأ الشرع ، وأعظم الوحي ، وأعز الكتب ، إذ هو بإعجازه واشتماله على خلاصتها ، مصدق لنفسه ، ومصداق لها .