محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ} (133)

[ 133 ] { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ( 133 ) } .

{ وربك الغني } عن جميع خلقه من جميع الوجوه ، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم/ { ذو الرحمة } أي : يترحم عليهم بالتكليف ، تكميلا لهم ، ويمهلهم على المعاصي . وفيه تنبيه على أن ما سبق ذكره من الإرسال ليس لنفعه سبحانه ، بل لترحمه على العباد ، وتمهيد لقوله : { إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء } أي : من الخلق يعملون بطاعته { كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } ذهب بهم ثم بذريتهم ، لكنه أبقاكم ترحما عليكم . وهذا كقوله تعالى : { والله الغني وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }{[3704]} .


[3704]:- [47/ محمد صلى الله عليه وسلم/ 38] {هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه...}