الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ} (133)

قوله : { وربك الغني ذو الرحمة } الآية [ 134 ] .

المعنى : وربك – يا محمد – الغني عن عبادة{[21911]} من أمره بالعبادة ، وطاعة من أمره بالطاعة ، وهم المحتاجون إليه ، لأن بيده موتهم وحياتهم ورحمتهم وعقابهم{[21912]} .

وقوله : { إن يشأ يذهبكم } معناه : إن يشأ الذي خلق خلقه لغير حاجة منه إليهم ، يذهبهم ، أي : يهلكهم ، { ويستخلف من بعدكم{[21913]} ما يشاء } ( أي ){[21914]} يأتي بخلق{[21915]} غيرهم . { كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } : أي : أنشأكم مكان خلق آخرين ، لم يرد أنهم من أصلاب{[21916]} قوم آخرين ، إنما المعنى : مكانهم{[21917]} . كما تقول : ( أعطيتك من دينارك ثوبا ){[21918]} ، بمعنى : مكان الدينار ثوبا ، وليس معناه : أن الثوب بعض الدينار{[21919]} .

وقرأ زيد بن ثاب ( ذرِيّة ) بالكسر ، وقرأ أبان بن عثمان{[21920]} ( ذَريَّة ) بفتح الذال وتخفيف الراء{[21921]} .


[21911]:ب: عباده.
[21912]:انظر: تفسير الطبري 12/126.
[21913]:ب د: بعدهم.
[21914]:ساقطة من ب.
[21915]:ب: يخلق.
[21916]:د: الأصلاب.
[21917]:انظر: تفسير الطبري 12/126، 127.
[21918]:د: ثوب.
[21919]:انظر: أحكام القرطبي 7/88، والمحرر 6/154.
[21920]:هو أبو سعيد أبان بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، من رواة الحديث الثقات، ومن فقهاء المدينة وأهل الفتوى. توفي سنة 105 هـ. انظر: طبقات ابن سعد 5/151، وتاريخ الثقات 51، والكاشف 1/31.
[21921]:انظر: إعراب النحاس 1/580، 581، وفي مختصر ابن خالويه 40 أن القراءة الأولى لأبي وجزة السعدي أيضا، والثانية لبعض أهل المدينة.