محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ} (22)

{ {[7376]}وما صاحبكم بمجنون } أي ليس ممن يتكلم عن جنة ويهذي هذيان المجانين .

{ بل جاء بالحق وصدق المرسلين } وهذا نفي لما كان يبهته به أعداؤه صلى الله عليه وسلم حسدا ولؤما .

قال الشهاب وفي قوله { صاحبكم } تكذيب لهم بألف وجه إذ هو إيماء إلى أنه نشأ بين أظهركم من ابتداء أمره إلى الآن فأنتم أعرف به وبأنه أتم الخلق عقلا وأرحمهم نبلا وأكملهم وأصفاهم ذهنا فلا يسند له الجنون إلا من هو مركب من الحمق والجنون . ولله در البحتري{[7377]} في قوله :

إذا محاسني اللاتي أدل بها *** كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر


[7376]:37/ الصافات / 37.
[7377]:من قصيدته التي مطلعها: في الثيب زجر له لو كان ينزجر *** وبالغ منه لولا أنه حجر انظر الصفحة رقم 673 من الديوان (طبعة بيروت).