تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

تلك آياتُ الله الكونية التي أقامها للناس ، نتلوها عليك أيها الرسولُ ، مشتملةً على الحق ، فإذا لم يؤمنوا بها { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } ؟

قراءات :

قرأ الحجازيان وحفص وأبو عمرو وروح : يؤمنون بالياء . والباقون : تؤمنون بالتاء .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

{ تِلْكَ آيات الله } مبتدأ وخبر ، وقوله تعالى : { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } حال عاملها معنى الإشارة نحو { هذا بَعْلِى شَيْخًا } [ هود : 72 ] على المشهور ، وقيل : هو الخبر و { الله إِلاَّ } بدل أو عطف بيان وقوله سبحانه : { بالحق } حال من فاعل { نَتْلُوهَا } أو من مفعوله أي نتلوها محقين أو ملتبسة بالحق فالباء للملابسة ويجوز أن تكون للسببية الغائية ، والمراد بالآيات المشار إليها إما آيات القرآن أو السورة أو ما ذكر قبل من السموات والأرض وغيرهما فتلاوتها بتلاوة ما يدل عليها ، وفسرت بالسرد أي نسردها عليك .

وقال ابن عطية : الكلام بتقدير مضاف أي نتلوا شأنها وشأن العبرة بها . وقرئ { يتلوها } بالياء على أن الفاعل ضميره تعالى والمراد على القراءتين تلاوتها عليه صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك عليه السلام { يَعْقِلُونَ تَلْكَ ءايات الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحق } هو من باب قولهم : أعجبني زيد وكرمه يريدون أعجبني كرم زيد إلا أنهم عدلوا عنه للمبالغة في الإعجاب أي فبأي حديث بعد هذه الآيات المتلوة بالحق يؤمنون ، وفيه دلالة على أنه لا بيان أزيد من هذا البيان ولا آية أدل من هذه الآية ، وتفخيم شأن الآيات من اسم الإشارة وإضافتها إلى الله عز وجل ، وجعل { نَتْلُوهَا } حالاً مع ضمير التعظيم ثم تكرير الاسم الجليل للنكتة المذكورة وإضافتها إليه بواسطة الضمير مرة أخرى ، وقد ذكر ذلك الزمخشري وتعقبه أبو حيان بأنه ليس بشيء لأن فيه من حيث المعنى إقحام الأسماء من غير ضرورة والعطف ، والمراد غير العفط من إخراجه إلى باب البدل لأن تقدير كرم زيد إنما يكون في أعجبني زيد كرمه بغير واو على البدل وهذا قلب لحقائق النحو ، وإنما المعنى في المثال أن ذات زيد أعجبته وأعجبه كرمه فهما إعجابان لا إعجاب واحد وهو مبني على عدم التعمق في فهم كلام جار الله .

ومن تعمق فيه لا يرى أنه قائل بالإقحام وإنما بيان حاصل المعنى يوهمه ، وبين هذه الطريقة وطريقة البدل مغايرة تامة ، فقد ذكر أن فائدة هذه الطريقة وهي طريقة إسناد الفعل إلى شيء والمقصود إسناده إلى ما عطف عليه قوة اختصاص المعطوف بالمعطوف عليه من جهة الدلالة على أنه صار من التلبس بحيث يصح أن يسند أوصافه وأفعاله وأحواله إلى الأول قصداً لأنه بمنزلته ولا كذلك البدل لأن المقصود فيه بالنسبة هو الثاني فقط وهنا هما مقصودان ، فإن قلت : إذا لم يكن ذلك الوصف منسوباً للمعطوف عليه لزم إقحامه كما قال أبو حيان ، وما يذكر من المبالغة لا يدفع المحذور ، وعلى فرض تسليمه فدلالته على ما ذكر بأي طريق من طرق الدلالة المشهورة .

أجيب بأنه غير منسوب إليه في الواقع لكن لما كان بينهما ملابسة تامة من جهة ما ككون الآيات ههنا بإذنه تعالى أو مرضية له عز وجل جعل كأنه المقصود بالنسبة وكنى بها عن ذلك الاختصاص كناية إيمائية ثم عطف عليه المنسوب إليه وجعل تابعاً فيها وبهذا غاير البدل مغايرة تامة غفل عنها المعترض فالنسبة بتمامها مجازية كذا قرره بعض المحققين .

وقال الواحدي : أي فبأي حديث بعد حديث الله أي القرآن وقد جاء إطلاقه عليه في قوله تعالى : { الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث } [ الزمر : 23 ] وحسن الإضمار لقرينة تقدم الحديث ، وقوله سبحانه : { وءاياته } عطف عليه لتغايرهما إجمالاً وتصيلاً لأن الآيات هي ذلك الحديث ملحوظ الأجزاء ، وإن أريد ما بين فيه من الآيات والدلائل فليس من عطف الخاص على العام لأن الآيات ليست من القرائن وإنما وجه دلالتها وإيرادها منه فيكون في هذا الوجه الدلالة أيضاً على حال البيان والمبين كما في الوجه الأول ، وقال الضحاك : أي فبأي حديث بعد توحيد الله ولا يخفى أنه بظاهره مما لا معنى له فلعله أراد بعد حديث توحيده تعالى أي الحديث المتضمن ذلك أو هو بعد تقدير المضاف من باب أعجبني زيد وكرمه ، وأياً ما كان فالفاء في جواب شرط مقدر والظرف صفة { حَدِيثُ } وجوز أن يكون متعلقاً بيؤمنون قدم للفاصلة .

وقرأ ابن عامر . وأبو بكر . وحمزة . والكسائي { تُؤْمِنُونَ } بالتاء الفوقانية وهو موافق لقوله تعالى : { وَفِى خَلْقِكُمْ } [ الجاثية : 4 ] بحسب الظاهر والصورة وإلا فالمراد هنا الكفار بخلاف ذلك .

وقرأ طلحة { تُوقِنُونَ } بالتاء الفوقانية والقاف من الإيقان .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون 6 ويل لكل أفّاك أثيم 7 يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصرّ مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم 8 وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين 9 من ورآئهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم 10 هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم } .

يبين الله للناس أن ما أنزل إليهم من ربهم لهو الحق ، وأن ما يدعو الناس من دونه هو الباطل . فأنى لهم بعد ذلك أن يكذبوا ويعرضوا ؟ وهو قوله سبحانه : { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } يعني هذه آيات القرآن التي تحمل للناس الدلائل والحجج بما تضمنته من جليل الأخبار والمعاني ، وروعة النظم والأسلوب والمباني { نتلوها عليك بالحق } أي بالصدق الذي ليس فيه باطل ، والسداد الذي لا زيغ فيه .

قوله : { فبأيّ حديث بعد الله وآياته يؤمنون } يعني إن كان الناس لا يصدقون أو يوقنون بهذه الآيات والدلائل والحجج فبأي كلام بعد ذلك يصدقون أو يوقنون ؟ وإن كانوا غير موقنين بآيات القرآن المعجز المنزل من عند الله الخالق الحكيم ، فبأي حديث أو نظم أو كلام بعد ذلك يصدقون ؟ لا جرم أن القرآن لهو أكرم وأكمل ما عهده الكون كله من ظواهر . إن القرآن حدث رباني هائل جعله الله للعالمين هداية ونورا ، فإذا لم تهتد به البشرية ، فبأي شيء بعد ذلك تؤمن أو تهتدي .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم رجع إلى أول السورة في التقديم، فقال: {تلك آيات الله}، يعني تلك آيات القرآن.

{نتلوها عليك} يا محمد.

{بالحق}، فإن لم يؤمنوا بهذا القرآن، {فبأي حديث بعد الله}، يعني بعد توحيد الله.

{و} بعد {آياته}، يعني بعد آيات القرآن، {يؤمنون}، يعني يصدقون...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: هذه الآيات والحجج يا محمد من ربك على خلقه "نتلوها عليك بالحقّ": يقول: نخبرك عنها بالحقّ لا بالباطل، كما يخبر مشركو قومك عن آلهتهم بالباطل، أنها تقرّبهم إلى الله زُلْفَى.

"فبأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون": يقول تعالى ذكره للمشركين به: فبأيّ حديث أيها القوم بعد حديث الله هذا الذي يتلوه عليكم، وبعد حججه عليكم وأدلته التي دلكم بها على وحدانيته من أنه لا ربّ لكم سواه، تصدّقون، إن أنتم كذّبتم لحديثه وآياته. وهذا التأويل على مذهب قراءة من قرأ «تُؤْمِنُونَ» على وجه الخطاب من الله بهذا الكلام للمشركين، وذلك قراءة عامة قرّاء الكوفيين. وأما على قراءة من قرأه "يُؤْمِنون" بالياء، فإن معناه: فبأيّ حديث يا محمد بعد حديث الله الذي يتلوه عليك وآياته هذه التي نبه هؤلاء المشركين عليها، وذكّرهم بها، يؤمن هؤلاء المشركون، وهي قراءة عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة، ولكلتا القراءتين وجه صحيح، وتأويل مفهوم، فبأية القراءتين قرأ ذلك القارئ فمصيب عندنا، وإن كنت أميل إلى قراءته بالياء إذ كانت في سياق آيات قد مضين قبلها على وجه الخبر، وذلك قوله: "لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" و "لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ".

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{تلك} إشارة إلى الآيات التي تقدّم ذكرها.

{نتلوها عليك بالحق} إنها من الله تعالى لما عجزوا عن إدراك ذلك من الحكمة البشرية به، فيعلمون أنها من الله تعالى.

{فبأيّ حديث بعد الله وآياته يؤمنون} على وجهين: أحدهما: لو كانوا بالذين يقبلون حديثا، فلا حديث أظهر صِدقا من حديث الله، ولا أبين حقا فيه من كلامه؛ لأنه آيات معجزات، عجزوا عن إتيان مثله.

والثاني: وإن كانوا بالذين لا يقبلون حديثا، فيلحقهم السّفه في ذلك، فيكفيَ مؤنتهم، والله الهادي...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

يتلوها بمعنى يقرأها على نبيه محمد ليقرأها عليهم بالحق دون الباطل.

والتلاوة: الإتيان بالثاني في أثر الأول في القراءة، فتلاوة الحروف بعضها بعضا يكون في الكتابة والقراءة، وفلان يتلو فلانا أي يأتي بعده، وفلان يتلو القرآن أي يقرأه، والحق الذي تتلى به الآيات هو كلام مدلوله على ما هو به في جميع أنواعه.

والفرق بين حديث القرآن وآياته، أن حديثه قصص تستخرج منه عبر؛ تدل على الحق من الباطل، والآيات هي الأدلة التي تفصل بين الصحيح والفاسد، فهو مصروف في الأمرين ليسلك الناظر فيه الطريقين، لما له في كل واحد منهما من الفائدة في القطع بأحد الحالين في أمور الدين. ثم قال على وجه التهجين لهم إن هؤلاء الكفار إن لم يصدقوا بما تلوناه، فبأي شيء بعده يؤمنون...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

فَمَنْ لا يؤمن بها فبأي حديثٍ يؤمن؟ ومن أي أصل يستمد بعده؟ ومن أي بَحْرٍ في التحقيق يغترف؟ هيهات! ما بقي للإشكال في هذا مجال.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} يعني أن من ينتفع بهذه الآيات فلا شيء بعده يجوز أن ينتفع به، وأبطل بهذا قول من يزعم أن التقليد كاف وبين أنه يجب على المكلف التأمل في دلائل دين الله...

الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي 875 هـ :

{فَبِأَي حَدِيثٍ بَعْدَ الله وآياته يُؤْمِنُونَ} آية تقريعٍ وتوبيخٍ، وفيها قُوَّةُ تهديدٍ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما ذكر هذه الآيات العظيمات، وكانت كلها مشتركة في العظم، بعد ما أشار إلى تباين رتبها في الخفاء والجلاء بفواصلها، قال مشيراً إلى علو رتبها بأداة البعد: {تلك} أي الآيات الكبرى {آيات الله} أي دلائل المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجلى ولا أظهر ولا أوضح منها.

ولما كان كأنه قيل: ما لها؟ قال، أو يكون المراد: نشير إليها حال كوننا {نتلوها} أي نتابع قصها.

عليك} سواء كانت مرئية أو مسموعة، متلبسة {بالحق} أي الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله فليس بسحر ولا كذب، فتسبب عن ذلك حينئذ الإنكار عليهم وعلى من يطلب إجابتهم إلى المقترحات طمعاً في إيمانهم في قوله تعالى: {فبأي حديث} أي خبر عظيم صادق يتجدد علمهم به يستحق أن يتحدث به، واستغرق كل حديث فقال: {بعد الله} أي الحديث الأعظم عن الملك الأعلى.

{وآياته} أي والحديث عن دلالاته العظيمة.

{يؤمنون} من خاطب -وهم الجمهور- ردوه على قوله "وفي خلقكم "وهو أقوى تبكيتاً، وغيرهم و هم أبو عمرو وحفص عن عاصم وروح عن يعقوب رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {نتلوها عليك بالحق}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

من لم يؤمن بهذه الآيات فلا رجاء في أن يؤمن بسواها؛ ومن لم توقظه هذه الإشارات الموحية فلن توقظه الصرخات من غير هذا الصوت المستجاب: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟).. إن أي كلام لن يبلغ كلام الله في القرآن. وإن أي إبداع لن يبلغ إبداع الله في الكون. وإن أية حقيقة لن تبلغ حقيقة الله في الثبوت والوضوح واليقين. (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟)..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

يجوز أن تكون الإشارة وبيانها بآيات الله إشارة إلى الآيات المذكورة في قوله {لآيات للمؤمنين}

[الجاثية: 3] وقوله: {آيات لقوم يوقنون} [الجاثية: 4] وقوله: {آيات لقوم يعقلون} [الجاثية: 5].

وإضافتها إلى اسم الجلالة لأن خالقها على تلك الصفات التي كانت لها آيات للمستنصرين.

وجملة {نتلوها عليك بالحق} في موضع الحال من {آيات الله} والعامل في اسم الإشارة من معنى الفعل على نحو قوله تعالى: {وهذا بَعْلِي شيخاً} [هود: 72].

والتلاوة: القراءة. ومعنى كون الآيات مَتلوة أنّ في ألفاظ القرآن المتلوة دلالة عليها؛ فاستعمال فعل (نتلو) مجاز عقلي لأن المتلوَ ما يدل عليها.

ويجوز أن تكون الإشارة إلى حاضر في الذهن غير مذكور لما دَل عليه قوله: {الكتاب} [الجاثية: 2] أي تلك آيات الله المنزلة في القرآن، فيكون استعمال فعل {نتلوها} في حقيقته.

وإسناد التلاوةِ إلى الله مجاز عقلي أيضاً لأن الله موجد القرآن المتلو الدال على تلك الآيات.

وقوله: {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}، و {بعد} هنا بمعنى (دون). فالمعنى: فبأي حديث دون الله وآياته، وتقدم قوله تعالى: {ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده} في سورة الشورى (44)، وفي الأعراف (185) {فبأي حديث بعده يؤمنون} والاستفهام في قوله:

{فبأي حديث} مستعمل في التأييس والتعجيب.

وإضافة {بعد} إلى اسم الجلالة على تقدير مضاف دل عليه ما تقدم من قوله: {فبأي حديث}، والتقدير: بعد حديث الله، أي بعد سماعه.واسم {بعد} مستعمل في حقيقته.

والمراد بالحديث: الكلام، يعني القرآن كقوله: {الله نَزَّل أحسن الحديث} [الزمر: 23] وكما وقع إضافة حديث إلى ضمير القرآن في قوله في الأعراف (185) {فبأيّ حديث بعده يؤمنون} وفي آخر المرسلات (50) {فبأيّ حديث بعده يؤمنون} وعطف و {آياته} على {حديث}؛ لأن المراد بها الآيات غير القرآن من دلائل السموات والأرض مما تقدم في قوله: {إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين} [الجاثية: 3].