ومن صفات هؤلاء المؤمنين أيضا أنهم يُجيبون ربّهم إلى ما دعاهم إليه ، ويقيمون الصلاة في أوقاتها على أكمل وجوهها .
{ وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ }
وهذا دستور عظيم في الإسلام ، فهو يوجب أن يكون الحكْم مبنياً على التشاور . وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يشاور أصحابه الكرام في كثير من الأمور ، وكان الصحابة الكرام يتشاورون فيما بينهم . ومثلُ ذلك قوله تعالى { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر } [ آل عمران : 159 ] . قال الحسن البصري : « ما تشاور قوم إلا هُدوا لأرشدِ أمرهم » . وقال ابن العربي : « الشورى ألفة للجماعة ، وصِقال للعقول ، وسببٌ إلى الصواب ، وما تشاور قوم قط إلا هدوا » . ومن صفات هؤلاء المؤمنين البذلُ والعطاء بسخاء { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } .
قوله : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } المؤمنون يستجيبون لله فيبادرون بالطاعة وفعل الصالحات . وفي مقدمة ذلك أن يقيموا الصلاة { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } وهذه واحدة من خصال المؤمنين الصادقين الطائعين ؛ فإنهم يتشاورون فيما بينهم في سائر أمورهم سواء في أحوال السلم أو في أحوال الحرب . فديدن المؤمنين الصادقين الأوفياء أنهم يتشاورون في سائر أمورهم ليخلُصوا إلى القول السديد ، أو الرأي السليم النافع بعيدا عن ظواهر الطغيان في الرأي والاستبداد به والاستئثار .
قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } أي يبذلون مما أعطاهم الله من أموال في وجوه الخير فيتصدّقون به على الفقراء والعالة والمحاويج . وهذه واحدة من خصال المؤمنين المتقين الذين يَسْتَعْلُون على الأثرة والشح وعلى الضن بالمال على الضعفاء ؛ إنهم أسخياء كرماء يبذلون أموالهم في سبيل الخير على اختلاف وجوهه ومناحيه ، وهم في ذلك لا يبتغون من الناس ثناءهم وشكرهم ، وإنما يبتغون به مرضاة الله وحده والفوز بالسعادة والنجاة في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.