التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (38)

قوله : { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } المؤمنون يستجيبون لله فيبادرون بالطاعة وفعل الصالحات . وفي مقدمة ذلك أن يقيموا الصلاة { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } وهذه واحدة من خصال المؤمنين الصادقين الطائعين ؛ فإنهم يتشاورون فيما بينهم في سائر أمورهم سواء في أحوال السلم أو في أحوال الحرب . فديدن المؤمنين الصادقين الأوفياء أنهم يتشاورون في سائر أمورهم ليخلُصوا إلى القول السديد ، أو الرأي السليم النافع بعيدا عن ظواهر الطغيان في الرأي والاستبداد به والاستئثار .

قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } أي يبذلون مما أعطاهم الله من أموال في وجوه الخير فيتصدّقون به على الفقراء والعالة والمحاويج . وهذه واحدة من خصال المؤمنين المتقين الذين يَسْتَعْلُون على الأثرة والشح وعلى الضن بالمال على الضعفاء ؛ إنهم أسخياء كرماء يبذلون أموالهم في سبيل الخير على اختلاف وجوهه ومناحيه ، وهم في ذلك لا يبتغون من الناس ثناءهم وشكرهم ، وإنما يبتغون به مرضاة الله وحده والفوز بالسعادة والنجاة في الآخرة .