فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (38)

{ والذين استجابوا لربهم } .

اللفظ يعم كل من أجاب داعي الله ، ولكن كثيرا من المفسرين يرون أنها نزلت في الأنصار-المؤمنين من أهل المدينة- فمن قال إن الآية نزلت بالمدينة فهو ثناء عليهم من ربهم لأنهم أجابوا دعوة النقباء الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحج قبل الهجرة وبايعوه على الإيمان والنصرة عند العقبة- التي بين مكة ومنى- ومن قال إن الآية مكية فالمراد بهم أهل بيعة العقبة .

{ وأقاموا الصلاة } .

وأدّوا الفريضة التي هي من أهم أركان الإسلام ، وأتموها وحافظوا عليها وعظموها .

{ وأمرهم شورى بينهم } .

وشئونهم يتشاورون فيها فيما بينهم لتصلح أمورهم ، وتصفوا نفوسهم ، وتأتلف على الخير والحق قلوبهم ؛ والشورى تكون في ما لا نص فيه وإلا فالشورى لا معنى لها ؛ وكيف يليق بالمسلم العدول عن حكم الله عز وجل إلى آراء الرجال ؟ ! والله سبحانه هو الحكيم الخبير .

قال العلماء : وينبغي أن يكون المستشار عاقلا ، كما ينبغي أن يكون عابدا ، وإذا لم تكن على ذلك الوجه كان إفسادها للدين والدنيا أكثر من إصلاحها .

{ ومما رزقناهم ينفقون( 38 ) } .

ويتصدقون وينفقون في الخير مما أعطاهم الله الرزاق .