{ والذين استجابوا لِرَبّهِمْ وَأَقَامُواْ الصلاة } أي أجابوه إلى ما دعاهم إليه ، وأقاموا ما أوجبه عليهم من فريضة الصلاة . قال ابن زيد : هم الأنصار بالمدينة استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم اثني عشر نقيباً منهم قبل الهجرة ، وأقاموا الصلاة لمواقيتها بشروطها وهيئاتها { وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ } أي يتشاورون فيما بينهم ولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي . والشورى مصدر شاورته مثل البشرى والذكرى . قال الضحاك : هو تشاورهم حين سمعوا بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وورود النقباء إليهم حين اجتمع رأيهم في دار أبي أيوب على الإيمان به ، والنصرة له . وقيل : المراد تشاورهم في كلّ أمر يعرض لهم ، فلا يستأثر بعضهم على بعض برأي ، وما أحسن ما قاله بشار بن برد :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن *** برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة *** فريش الخوافي قوّة للقوادم
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في أموره ، وأمره الله سبحانه بذلك ، فقال : { وَشَاوِرْهُمْ في الأمر } [ آل عمران : 159 ] ، وقد قدّمنا في آل عمران كلاماً في الشورى { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } أي ينفقونه في سبيل الخير ، ويتصدّقون به على المحاويج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.