البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (38)

{ والذين استجابوا لربهم } ، قيل : نزلت في الأنصار ، دعاهم الله للإيمان به وطاعته فاستجابوا له .

وكانوا قبل الإسلام ، وقبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، إذا نابهم أمر تشاوروا ، فأثنى الله عليهم ، لا ينفردون بأمر حتى يجتمعوا عليه .

وعن الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم . انتهى .

وفي الشورى اجتماع الكلمة والتحاب والتعاضد على الخير .

وقد شاور الرسول عليه السلام فيما يتعلق بمصالح الحروب والصحابة بعده في ذلك ، كمشاورة عمر للهرمز .

وفي الأحكام ، كقتال أهل الردّة ، وميراث الحربي ، وعدد مدمني الخمر ، وغير ذلك .

والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ، على حذف مضاف ، أي وأمرهم ذو شورى بينهم .