تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ} (23)

أحسن الحديث : القرآن .

متشابها : متناسقا ، يشبه بعضه بعضا في نَسَقه وأسلوبه .

مثاني : جمع مثنى : يتكرر المعنى بعدة أساليب .

تقشعرّ : تخشع وترتعد من الرهبة .

تلين جلودُهم : تطمئن .

الله نزل أحسن الحديث كتاباً متناسقا لا اختلاف في معانيه وألفاظه ، وهو في الذروة في الإعجاز والمواعظ والأحكام ، تكرر مقاطعه وقصصه وتوجيهاته ومشاهدة ، ولكنها لا تختلف ولا تتعارض ، بل تُعاد في تناسق على أصول ثابتة متشابهة لا تصادم فيها . فإذا تليت آياته اقشعرّت جلود الذين يخشَون ربهم ، ووجلت قلوبهم ، ثم تلين جلودهم ، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ، ذلك الكتاب هدى الله يهدي به من يشاء ، ومن يضلله الله فليس له من يهديه .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ} (23)

شرح الكلمات :

{ أحسن الحديث كتاباً } : هو القرآن الكريم .

{ متشابهاً } : أي يشبه بعضه بعضا في النظم والحسن وصحة المعاني .

{ مثاني } : أي ثنّى فيه الوعد والوعيد كالقصص والأحكام .

{ تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم } : أي ترتعد من جلود الذين يخشون ربهم وذلك عند ذكر وعيده .

{ ثم تلين جلودهم وقلوبهم } : أي تطمئن وتلين .

{ إلى ذكر الله } : أي عند ذكر وعده لأهل الإِيمان والتقوى بالجنة وما فيها من نعيم مقيم .

المعنى :

قوله تعالى { الله نزّل أحسن الحديث } هذه الآية نزلت لما قال أصحاب الرسول يوماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا يا رسول الله فأنزل الله تعالى قوله { الله نزّل أحسن الحديث } وهو القرآن { كتاباً متشابهاً } أي يشبه بعضه بعضاً في حسن اللفظ وصحة المعاني { مثاني } أي يثني فيه الوعد والوعيد والأمر والنهي والقصص ، { تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم } أي عند سماع آيات الوعيد فيه { ثم تلين جلودهم } إذا سمعوا آيات الوعد { وتطمئن قلوبهم } إذا سمعوا حججه وأدلته وقوله { إلى ذكر الله } أي القرآن وذكر الله بوعده ووعيده وأسمائه وصفاته ويشهد له قوله تعالى من سورة الرعد { ا بذكر الله تطمئن القلوب } وقوله تعالى { ذلك هدى الله يهدي به من يشاء } أي ذلك المذكور وهو القرآن الكريم هدى الله إذ هو الذي أنزله وجعله هادياً يهدي به من يشاء هدايته بمعنى يوفقه للإِيمان والعمل به وترك الشرك والمعاصي . وقوله { ومن يضلل الله فما له من هادٍ } لما سبق في علم الله ولوجود مانع من هدايته كالإِصرار والعناد والتقليد . فهذا ليس له من هاد يهديه بعد الله أبداً .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن القرآن أحسن ما يحدث به المؤمن إذ أخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل .

- فضيلة أهل الخشية من الله إذ هم الذين ينفعلون لسماع القرآن فترتعد فرائصهم عند سماع وعيده ، وتلين قلوبهم وجلودهم عند سماع وعده .