ثم قال : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني } أي : يشبه بعضه بعضا لا اختلاف فيه ولا تضاد ، هذا قول قتادة والسدي{[58863]} .
وقال ابن جبير : يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض{[58864]} .
وقوله : { مثاني } معناه : ثنى{[58865]} فيه الأخبار والقصص والأحكام والحجج .
وقال الحسن وعكرمة : ( ثنى الله عز وجل فيه القضاء ){[58866]} .
وقال قتادة : ثنى الله في ذكر الفرائض والقضاء والحدود{[58867]} .
وقال ابن عباس : ثنى الله عز وجل ( الأمر فيه ){[58868]} مرارا{[58869]} .
وقيل : مثاني : ثنى{[58870]} فيه ذكر العقاب والثواب والقصص{[58871]} .
وقيل : المثاني ، كل سورة فيها أقل من مائة آية أي : تقشعر من سماعه إذا تلي وذكر فيه العذاب والعقاب خوفا وحذرا .
وقوله : { ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } أي : إلى العمل بما في كتاب الله عز وجل والتصديق به .
وقيل : تلين إلى ذكر{[58872]} الثواب والرحمة والمغفرة ، وتقشعر إلى ذكر ( العقاب والعذاب ){[58873]} .
روى ابن عباس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا فنزلت : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني } الآية{[58874]} .
ثم قال تعالى : { ذلك هدى الله } أي : ما يصيب هؤلاء القوم من اقشعرار جلودهم عند سماع العقاب ولينها عند سماع الثواب هو هدى الله / وفقهم لذلك{[58875]} .
{ يهدي به من يشاء } أي : يهدي بالقرآن من يشاء .
وقيل : ذلك هدى الله إشارة إلى القرآن ، فيكون المعنى : ذلك القرآن بيان الله يوفق به من يشاء{[58876]} .
ثم قال تعالى : { ومن يضلل الله فماله من هاد } أي : من يخذل الله عن التوفيق فما له من موفق .
وقوله : ( مثاني ) وقف إن قطعت ( تقشعر ) مما قبله .
وإن جعلته نعتا ( للكتاب ) لم يجز الوقف على ( مثاني ){[58877]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.