تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ} (23)

{ الله نزل أحسن الحديث } يعني القرآن { كتابا متشابها } يشبه بعضه بعضا { مثاني } يعني يثني الأمر في القرآن مرتين أو ثلاثا ، أو أكثر من نحو ذكر الأمم الخالية ، ومن نحو ذكر الأنبياء ، ومن نحو ذكر آدم ، عليه السلام ، وإبليس ، ومن نحوه ذكر الجنة والنار ، والبعث والحساب ، ومن نحو ذكر النبت والمطر ، ومن نحو ذكر العذاب ، ومن نحو ذكر موسى وفرعون ، ثم قال :{ تقشعر منه } يعني مما في القرآن من الوعيد { جلود الذين يخشون } عذاب { ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } يعني إلى الجنة وما فيها من الثواب ، ثم قال :{ ذلك } الذي ذكر من القرآن { هدى الله يهدي به } يعني بالقرآن { من يشاء } لدينه { ومن يضلل الله } عن دينه { فما له من هاد } آية إلى دينه يقول : من أضله الله عن الهدى ، فلا أحد يهديه إليه .