تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ} (21)

الخصم : المخاصم ، يطلق على المفرد المثنى والجمع ، ويُجمع على خصوم .

تسوّروا : تسلقوا السور .

المحراب : مكان العبادة ، والغرفة ، وأكرم مكان في المنزل ، ومقام الإمام في المسجد . ففزع : خاف .

لا يزال الحديث في قصة داود . هل أتاك يا محمد ، خبر الخصمين اللذين تسلّقا السور ودخلا عليه في مكان عبادته ، لا من الباب .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ} (21)

{ وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب } جاءت هذه القصة بلفظ الاستفهام تنبيها للمخاطب ودلالة على أنها من الأخبار العجيبة التي ينبغي أن يلقى البال لها والخصم يقع على الواحد ، والاثنين والجماعة كقولك : عدل وزور واتفق الناس على أن هؤلاء الخصم كانوا ملائكة ، وروي : أنهما جبريل وميكائيل بعثهما الله ليضرب بهما المثل لداود في نازلة وقع هو في مثلها ، فأفتى بفتيا هي واقعة عليه في نازلته ولما شعر وفهم المراد أناب واستغفر ، وسنذكر القصة بعد هذا ، ومعنى تسوروا المحراب علوا على سوره ودخلوه ، والمحراب الموضع الأرفع من القصر أو المسجد وهو موضع التعبد ، ويحتمل أن يكون المتسور المحراب اثنين فقط ، لأن نفس الخصومة إنما كانت بين اثنين فقط فتجيء الضمائر في تسوروا ودخلوا ، وفزع منهم : على وجه التجوز والعبارة عن الاثنين بلفظ الجماعة ، وذلك جائز على مذهب من يرى أن أقل الجمع اثنان ، ويحتمل أنه جامع كل واحد من الخصمين جماعة فيقع على جميعهم خصم ، وتجيء الضمائر المجموعة حقيقة ، وعلى هذا قول الزمخشري .