السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ} (21)

وقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { وهل } استفهام معناه التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده { أتاك } يا أفضل الخلق { نبأ } أي : خبر { الخصم } وهو في الأصل مصدر ولذلك يصلح للمفرد والمذكر والمراد به هنا الجمع بدليل قوله تعالى { إذ } أي : حين { تسوروا } أي : تصعدوا وعلوا { المحراب } أي : البيت الذي كان يدخل فيه داود ويشتغل فيه بالعبادة والطاعة ، قال الزمخشري : فإن قلت : بما انتصب إذ ؟ قلت : لا يخلو إما أن ينتصب بأتاك أو بنبأ أو بمحذوف فلا يسوغ انتصابه بأتاك لأن إتيان النبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقع إلا في عهده لا في عهد داود ولا بنبأ ؛ لأن النبأ واقع في عهد داود فلا يصح إتيانه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أردت بالنبأ القصة في نفسها لم تكن ناصباً ، فبقي أن يكون منصوباً بمحذوف تقديره وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم إذ تسوروا ، انتهى . فاختار أن يكون معمولاً لمحذوف ، ويجوز أن ينتصب بالخصم لما فيه من معنى الفعل .