فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ} (21)

{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُا الخصم إِذْ تَسَوَّرُواْ المحراب } لما مدحه الله سبحانه بما تقدم ذكره أردف ذلك بذكر هذه القصة الواقعة له لما فيها من الأخبار العجيبة . قال مقاتل : بعث الله إلى داود ملكين ، جبريل وميكائيل ؛ لينبهه على التوبة فأتياه ، وهو في محرابه . قال النحاس : ولا خلاف بين أهل التفسير أن المراد بالخصم هاهنا الملكان ، والخصم مصدر يقع على الواحد ، والاثنين ، والجماعة . ومعنى { تَسَوَّرُواْ المحراب } : أتوه من أعلى سوره ، ونزلوا إليه ، والسور : الحائط المرتفع ، وجاء بلفظ الجمع في تسوروا مع كونهم اثنين ، نظراً إلى ما يحتمله لفظ الخصم من الجمع . ومنه قول الشاعر :

وخصم غضاب قد نفضت لحاهم *** كنفض البراذين العراب المخاليا

والمحراب : الغرفة ، لأنهم تسوروا عليه ، وهو فيها ، كذا قال يحيى بن سلام . وقال أبو عبيدة : إنه صدر المجلس ، ومنه محراب المسجد . وقيل : إنهما كانا إنسيين ولم يكونا ملكين .

/خ25