تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

أفعَيِينا : أفَعجِزنا .

في لبس : في شك .

ثم بعد هذا العرض يقول الله تعالى :

{ أَفَعَيِينَا بالخلق الأول بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

هل عجَزنا عن ابتداء الخلْق الأول ، حتى نعجِزَ عن إعادتهم مرة أخرى ! بل هم في ريبٍ من أن نخلقهم من جديد . { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } [ الأنبياء : 104 ] .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

قوله تعالى : " أفعيينا بالخلق الأول " أي أفعيينا به فنعيا بالبعث . وهذا توبيخ لمنكري البعث وجواب قولهم : " ذلك رجع بعيد " [ ق : 3 ] . يقال : عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه . " بل هم في لبس من خلق جديد " أي في حيرة من البعث منهم مصدق ومنهم مكذب ، يقال : لَبَس عليه الأمر يلبِسه لَبْسا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

ولما ذكر سبحانه التسلية بتكذيب هذه الأحزاب بعد ذكر تكذيب قريش وإقامة الأدلة القاطعة على ما كذبوا به وبطلان تكذيبهم ، وختم بحقوق الوعيد الذي شوهدت أوائله بإهلاكهم ، فثبت صدق الرسل وثبتت القدرة على كل ما يريد سبحانه بهذا الخلق من الإيجاد والإعدام أنكر عليهم التكذيب ووبخهم عليه تقريراً لحقوق الوعيد ، فقال مسبباً عن تكذيبهم بعد ما ذكر أنه خلق جميع الوجود : { أفعيينا بالخلق } أي حصل لنا على ما لنا من العظمة الإعياء ، وهو العجز بسبب الخلق في شيء من إيجاده وإعدامه { الأول } أي من السماوات والأرض وما بينهما حين ابتدأناه اختراعاً من العدم ، ومن خلق الإنسان وسائر الحيوان مجدداً ، ثم في كل أوان من الأطوار المشاهدة على هذه التدريجات المعتادة بعد أن خلقنا أصله على ذلك الوجه مما ليس له أصل في الحياة ، وفي إعدامه بعد خلقه جملة كهذه الأمم أو تدريجاً كغيرهم ليظنوا بسبب العجز بالخلق الأول الذي هو أصعب في مجاري العادات من الإعادة أن نعجز عن الإعادة ثانياً ، يقال : عيي بالأمر - إذا لم يهتد {[61135]}لأمره أو لوجه{[61136]} مراده أو عجز عنه ، ولم يطق{[61137]} إحكامه .

ولما كان التقدير قطعاً بما دلت عليه همزة الإنكار : لم نعي بذلك بل أوجدناه على غاية الإحكام للظرف والمظروف وهم يعلمون ذلك ولا ينكرونه ويقرون بتمام القدرة عليه ، وفي طيه-{[61138]} الاعتراف بالبعث وهم لا يشعرون أضرب عنه لقولهم الذي يخل باعتقادهم إياه فقال : { بل هم في لبس } أي خلط شديد وشبهة موجبة-{[61139]} للتكلم بكلام مختلط لا يعقل له معنى ، بل السكوت عنه أجمل ، قال علي رضي الله عنه : يا جار ، إنه لملبوس عليك ، اعرف بالحق تعرف أهله . ولبس الشيطان عليهم تسويله لهم أن البعث خارج عن العادة فتركوا لذلك القياس الصحيح والحكم بطريقة الأولى { من } أجل { خلق جديد * } أي الإعادة{[61140]} .


[61135]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61136]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61137]:من مد، وفي الأصل: لم يطلق.
[61138]:زيد من مد.
[61139]:زيد من مد.
[61140]:من مد، وفي الأصل: العادة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

قوله : { أفعيينا بالخلق الأول } الاستفهام للإنكار والتقريع والتوبيخ . والمعنى : أفعجزنا عن إنشاء الخلق الأول من قبل أن يكون شيئا حتى نعجز عن خلقهم مرة أخرى بعد موتهم لنبعثهم للحساب { بل هم في لبس من خلق جديد } بل هم في شك من البعث أو من قدرة الله على خلقهم من جديد .