الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

قوله : { أَفَعَيِينَا } : العامَّةُ على ياءٍ مكسورةٍ بعدها ياءٌ ساكنةٌ . وقد مَضَى معناه في الأحقاف . وقرأ ابنُ أبي عبلة " أفَعَيِّنا " بتشديدِ الياءِ مِنْ غيرِ إشباعٍ . وهذه القراءةُ على إشكالِها قرأ بها الوليد بن مسلم وأبو جعفر وشيبةٌ ونافعٌ في روايةٍ ، وروى ابنُ خالويه عن ابن أبي عبلة " أفَعَيِّينا " كذلك لكنه أتى بعد الياء المشدَّدة بأخرى ساكنة . وخرَّجَها الشيخ على لغةِ مَنْ يقولُ عَيِيَ : عَيَّ ، وفي حَيِيَ : حَيَّ بالإِدغام . ثم لَمَّا أَسْنَدَ هذا الفعلَ وهو مُدْغَمٌ ، واعتبر لغةَ بكر بن وائلِ : وهو أنهم لا يَفُكُّون الإِدغامَ في مثلِ هذا إذا أَسْنَدوا ذلك الفعلَ المدغَم لتاءِ المتكلم ، ولا إحدى أخَواتها التي تُسَكَّنُ لها لامُ الفعل ، فيقولون في رَدَّ : رَدْتُ ورَدْنا ، قال : " وعلى هذه اللغةِ/ تكونُ الياءُ مفتوحةً " . قلت : " ولم يَذْكُرْ توجيهَ القراءةِ الأخرى . وتوجيهُها : أنها مِنْ عَيَّا يُعَيِّي كحَلَّى يُحَلِّي .