فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

{ أَفَعَيِينَا بالخلق الأول } الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والجملة مستأنفة لتقرير أمر البعث الذي أنكرته الأمم : أي أفعجزنا بالخلق حين خلقناهم أوّلاً ولم يكونوا شيئًا ، فكيف نعجز عن بعثهم ، يقال : عييت بالأمر : إذا عجزت عنه ، ولم أعرف وجهه . قرأ الجمهور بكسر الياء الأولى بعدها ياء ساكنة . وقرأ ابن أبي عبلة بتشديد الياء من غير إشباع . ثم ذكر أنهم في شكّ من البعث ، فقال : { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي في شك وحيرة واختلاط من خلق مستأنف ، وهو بعث الأموات ، ومعنى الإضراب : أنهم غير منكرين لقدرة الله على الخلق الأوّل { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } .

/خ15