بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

ثم قال عز وجل : { أَفَعَيِينَا بالخلق الأول } قال مقاتل : يعني : أعجزنا عن الخلق الأول حين خلقناهم ، ولم يكونوا شيئاً . فكذلك نخلقهم ، ونبعثهم . أي : ما عيينا عن ذلك ، فكيف نعيي عن بعثهم . ويقال : معناه أعيينا خلقهم الأول ، ولم يكونوا شيئاً ، لأن الذي قد كان ، فإعادته أيسر في رأي العين من الابتداء . يقال : عييت بالأمر إذا لم تعرف وجهه . وقال الزجاج : هذا تقرير تقرر ، لأنهم اعترفوا في الابتداء ، أن الله عز وجل خلقهم ، ولم يكونوا شيئاً .

ثم قال : { بَلْ هُمْ في لَبْسٍ مّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } يعني : في شك من البعث بعد الموت . ويقال : بل أقاموا على شكهم .