تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ} (15)

الآية 15 وقوله تعالى : { أفعيينا بالخلق الأول } هو يخرّج على وجهين :

أحدها : { أفعيينا } أي أعجزنا عن خلق ؟ أي حين{[19746]} لم نعجز عن الخلق الأول ، فكيف نسبونا إلى العجز عن الخلق الثاني ؟ .

والثاني : { أفعيينا } أي أجهِلنا ، وخفي علينا تدبير الخلق الثاني وابتداء تدبير الخلق الأول ؟ وإنشاؤه أشدّ عندهم من إعادته والإعادة عندكم أهون .

فإذا لم نعجز عن ابتداء إنشاءه ، ولم نجهل ، ولم يخف علينا الابتداء ، فأنّى نعجز عن الإعادة ؟

ثم قال بعضهم : الخلق الأول ، هو آدم عليه السلام ، وقال عامّتهم : هو ابتداء خلقهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { بل هم في لبس من خلق جديد } أي هم في شك واختلاط من خلق /526-أ/ جديد لما تركوا النظر في سبب المعرفة ليقع عليهم العلم بذلك .


[19746]:في الأصل وم: حيث.