تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

قراءات :

قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص : { تنزيلَ } بفتح اللام ، والباقون : { تنزيلُ } بالضم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

قوله تعالى : " تنزيل العزيز الرحيم " قرأ ابن عامر وحفص والأعمش ويحيى وحمزة والكسائي وخلف : " تنزيل " بنصب اللام على المصدر . أي نزل الله ذلك تنزيلا . وأضاف المصدر فصار معرفة كقوله : " فضرب الرقاب " [ محمد : 4 ] أي فضربا للرقاب . الباقون " تنزيل " بالرفع على خبر ابتداء محذوف أي هو تنزيل ، أو الذي أنزل إليك تنزيل العزيز الرحيم . هذا وقرئ : " تنزيل " بالجر على البدل من " القرآن " والتنزيل يرجع إلى القرآن . وقيل : إلى النبي صلى الله عليه وسلم . أي إنك لمن المرسلين ، وإنك " تنزيل العزيز الرحيم " . فالتنزيل على هذا بمعنى الإرسال . قال الله تعالى : " قد أنزل الله إليكم ذكرا . رسولا يتلوا عليكم " [ الطلاق :11 ] ويقال : أرسل الله المطر وأنزله بمعنى . ومحمد صلى الله عليه وسلم رحمة الله أنزلها من السماء . ومن نصب قال : إنك لمن المرسلين إرسالا من العزيز الرحيم . و " العزيز " المنتقم ممن خالفه " الرحيم " بأهل طاعته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

ولما كان كأنه قيل : ما هذا الذي أرسل به ؟ كان كأنه قيل جواباً لمن سأل : هو القرآن الذي وقع الإقسام به وهو { تنزيل } أو حاله كونه تنزيل { العزيز } أي المتصف بجميع صفات الكمال . ولما كانت هذه الصفة للقهر والغلبة ، وكان ذلك لا يكون صفة كمال إلا بالرحمة قال : { الرحيم * } أي الحاوي لجميع صفات الإكرام الذي ينعم على من يشاء من عباده بعد الإنعام بإيجادهم بما يقيمهم على المنهاج الذي يرضاه لهم ، فهو الواحد الذي لا مثل له أصلاً لما قهر به من عزته ، وجبر به من رحمته .

نزله إليك وهو في جلالة النظم وجزالة القول وحلاوة السبك وقوة التركيب ورصانة الوضع وحكيم المعاني وإحكام المباني في أعلى ذرى الإعجاز ، وجعل إنزاله تدريجاً بحسب المصالح مطابقاً مطابقة أعجزت الخلائق عن أن يأتوا بمثلها ، ثم نظمه على غير ترتيب النزول نظماً أعجز الخلق عن أن يدركوا جميع المراد من بحور معانيه وحكيم مبانيه ، فكله إعجاز على ما له من إطناب وإيجاز .