فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

{ تَنزِيلَ العزيز الرحيم } قرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو بكر برفع { تنزيل } على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هو تنزيل ، ويجوز أن يكون خبراً لقوله : يس إن جعل اسماً للسورة ، وقرأ الباقون بالنصب على المصدرية : أي نزّل الله ذلك تنزيل العزيز الرحيم . والمعنى أن القرآن تنزيل العزيز الرحيم ، وقيل : المعنى إنك يا محمد تنزيل العزيز الرحيم ، والأوّل أولى . وقيل : هو منصوب على المدح على قراءة من قرأ بالنصب ، وعبر سبحانه عن المنزل بالمصدر مبالغة حتى كأنه نفس التنزيل ، وقرأ أبو حيوة ، والترمذي ، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع ، وشيبة { تنزيل } بالجرّ على النعت للقرآن ، أو البدل منه .

/خ12