قوله : { تَنزِيلَ العزيز الرحيم } قرأ نافعٌ وابنُ كَثيروأبُو عمرو وأبو بكر{[45687]} برفع «تنزيلُ » على أنه خبر مبتدأ مضمر{[45688]} أي هُو تنزيل . ويجوز أن يكون خبراً لمبتدأ إذا جعلت{[45689]} «يس » اسماً للسورة أي هذه السورة المسمّاة ب «يس » تنزيلٌ ، أو هذه الأحرف المقطعة تنزيلٌ .
والجملة{[45690]} القسمية على هذا اعتراض . والباقون بالنصب على المصدر{[45691]} كأنه قال : نَزَلَ تَنْزِلَ العَزِيزِ الرحيم لتنذر . أو على أنه مفعول بفعل مَنْوِيِّ{[45692]} كأنه قال والقرآن الحكيم أعني تَنْزِيل العزيز الرحيم إنك لمن المرسلين لتنذر . وهذا اختيار الزمخشري . وهو المراد بقوله : «أو عَلَى المَدْح »{[45693]} . وهو في المعنى كالرفع على خبر ابتداء مضمر . و «تنزيل » مصدر مضاف لفاعله{[45694]} .
وقيل : هو بمعنى منزِّل{[45695]} . وقرأ أبو حيوة واليزيدي وأبو جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة تَنْزِيل بالجر{[45696]} على النعت للقرآن أو البدل منه{[45697]} ، كأن قال : والقُرْآن الحكيم تنزيل العزيز الرحيم إنك لمن المرسلين .
وقوله : { العزيز الرحيم } إشارة إلى أن الملك إذا أرسل فالمرسَلُ إليهم إما أن يخالفوا المرسل ويُعِينُوا المُرْسَل ، وحينئذ لا يقدر الملك على الانتقام منهم إلا إذا كان عزيزاً ، أو يخافوا المُرْسِل ويكرموا المُرْسَل وحينئذ يرحمهم الملك . أو يقال : المُرْسَلُ يكون معه في رسالته مَنْعٌ عن أشياء وإطلاق لأشياء والمنع يؤكده العزة والإطلاق يدل على الرحمة{[45698]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.