تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ} (51)

ولئن أرسلنا ريحا عاصفة مضرة بالنبات فرأوا زرعهم مصفرا جافا ، لظلوا من بعده يكفرون بالله وبرحمته ، وكان الأجدر بهم أن يصبروا ويسألوا الله من فضله فإنه رحيم بعباده .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ} (51)

{ 51 - 53 } { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ * فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ }

يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم عليهم بإحياء الأرض بعد موتها ونشر رحمة اللّه تعالى لو أرسلنا على هذا النبات الناشئ عن المطر وعلى زروعهم ريحا مضرة متلفة أو منقصة ، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا } قد تداعى إلى التلف { لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } فينسون النعم الماضية ويبادرون إلى الكفر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ} (51)

ولما كان تكرار مشاهدتهم لمثل هذا الاقتدار لا يفيدهم علماً بالله تعالى ، دل على ذلك بقوله ، لافتاً الكلام إلى سياق العظمة تنبيهاً على عظيم عفوه سبحانه مع{[53407]} تمام القدرة ، مؤكداً له غاية التأكيد ، تنبيهاً على أنه ليس من شأن العقلاء {[53408]}عدم الاستفادة بالمواعظ ، معبراً بأداة الشك ، تنبيهاً على أن إنعامه أكثر من انتقامه ، مؤكداً بالقسم{[53409]} {[53410]}لإنكارهم الكفر{[53411]} : { ولئن أرسلنا } بعد وجود هذا الأثر الحسن { ريحاً } عقيماً { فرأوه } أي الأثر{[53412]} ، ويجوز أن يكون الضمير للريح من {[53413]}التعبير بالسبب{[53414]} عن المسبب { مصفراً } قد ذبل وأخذ في التلف من شدة يبس الريح إما بالحر أو البرد { لظلوا } أي لداموا وعزتنا لهذا يجددون الكفر أبداً وإن كان " ظل " معناه : دام نهاراً ، وعبر بالماضي موضع المستقبل نحو " ليظلن والله " تأكيداً لتحقيقه ، ولعله عبر بالظلول لأن مدة النوم لا تجديد فيها للكفر ، ولذلك أتى فيها{[53415]} بحرف التبعيض حيث قال : { من بعده } أي بعد اصفراره { يكفرون* } بيأسهم من روح الله و{[53416]} جحودهم لما أسلف إليهم من النعم بعد ما تكرر من تعرفه سبحانه إليهم بالإحسان ، بعد ما{[53417]} التقت حلقتا البطان{[53418]} ، وكان {[53419]}وكان{[53420]} فلا هم عند السراء بالرحمة شكروا ، ولاعند الضراء بالنقمة صبروا ، بل لم يزيدوا هناك على الاستبشار ، ولا نقصوا هنا شيئاً من تجديد الكفر والإصرار ، فلم يزالوا لعدم استبصارهم على الحالة المذمومة ، ولم يسبقوا{[53421]} في إزالة النقم ، ولا إنالة النعم ، فكانوا أضل من النعم{[53422]} .


[53407]:في ظ وم "و".
[53408]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[53409]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[53410]:من م، وفي الأصل: الإنكاري ـ وبعده بياض قدر كلمة، وسط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[53411]:من م، وفي الأصل: الإنكاري ـ وبعده بياض قدر كلمة، وسط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[53412]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الأمر.
[53413]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: التسبب.
[53414]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: التسبب.
[53415]:سقط من ظ ومد.
[53416]:سقط من ظ.
[53417]:زيد من ظ وم ومد.
[53418]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: البطلان.
[53419]:سقط ما الرقمين من ظ، وكتب فوقه في الأصل "كذا".
[53420]:سقط ما الرقمين من ظ، وكتب فوقه في الأصل "كذا".
[53421]:في ظ ومد: لم يسعوا.
[53422]:زيد من ظ وم ومد.