قوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } لما بين أنهم عند توقف الخير يكونون مُنِيبِينَ آيِسِينَ ، وعند ظهوره يكونون مستبشرين بين أن تلك الحالة أيضاً لا يدومون عليها بل لو أصاب زرعهم ريحٌ مفسِد لكفروا فهم متقلبون غير تامِّين نظرهم إلى الحالة{[42226]} لا إلى المآلِ{[42227]} .
سمى النافعة رياحاً ، والضارة ريحاً لوجوه :
أحدها : أن النافعة كثيرة الأنواع كبيرة الأفراد ، فجمعها لأن في كل يوم وليلة ( تَهُبُّ{[42228]} ) نفحات من الرياح النافعة ، ( و{[42229]} ) لا تهب الريح{[42230]} الضارة في أعوام بل الضارة لا تهب في الدهور .
الثاني : أن النافعة لا تكون إلا رياحاً وأما الضارة فنفحة واحدة تقتل كريح السَّمُوم .
الثالث : جاء في الحديث «أن ريحاً هَبَّتْ فقال عليه ( الصلاة و{[42231]} ) السلام : «اللَّهم اجْعلها رِيَاحاً وَلاَ تَجْعَلْهَا رِيحاً »{[42232]} . إشارة إلى قوله تعالى : { يُرْسِلُ الرياح بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [ الأعراف : 57 ] وقوله : { يُرْسِلَ الرياح مُبَشِّرَاتٍ } [ الروم : 46 ] وإشارة إلى قوله تعالى : ف { أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الريح العقيم } [ الذاريات : 41 ] وقوله : { رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ الناس } [ القمر : 19 ، 20 ] .
معنى الآية ولئن أرسلنا ريحاً أي مُضرّة أفسدت الرزعَ فرأوه مصفراً بعد الخُضْرَة لظلّوا لصاروا من بعد اصفرار الزرع يكفرون يجحدون ما سلف من النعمة يعني أنهم يفرحون عند الخَصْب ، ولو أرسلت عذاباً على زرعهم ( جحدوا{[42233]} ) سالِفَ نعمتي .
قوله : «فَرَأَوْهُ » أي فرأوا النبات لدلالة السياق عليه أو على الأثر ، لأن الرحمة هي الغيث وأثرها هو النبات وهذا ظاهر على قراءة الإفراد ، وأما على قراءة الجمع فيعود على المعنى . وقيل : الضمير للسَّحَابِ . وقيل : للريح{[42234]} . وقرأ ( جَنَاحُ{[42235]} ) بْنُ حبيش مُصْفَاراً{[42236]} بألف و «لظلوا » جواب القسم الموطأ لَهُ «بِلَئِنْ » وهو ماض لفظاً مستقبل{[42237]} معنى ، كقوله : { مَا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } [ البقرة : 145 ] والضمير في «من بعده » يعود على الاصفرار المدلول عليه بالصفة كقوله :
4045 - إِذَا نُهِيَ السَّفِيهُ جَرَى إِلَيْهِ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . {[42238]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.