ولما كان تكرار مشاهدتهم لمثل هذا الاقتدار لا يفيدهم علماً بالله تعالى ، دل على ذلك بقوله ، لافتاً الكلام إلى سياق العظمة تنبيهاً على عظيم عفوه سبحانه مع{[53407]} تمام القدرة ، مؤكداً له غاية التأكيد ، تنبيهاً على أنه ليس من شأن العقلاء {[53408]}عدم الاستفادة بالمواعظ ، معبراً بأداة الشك ، تنبيهاً على أن إنعامه أكثر من انتقامه ، مؤكداً بالقسم{[53409]} {[53410]}لإنكارهم الكفر{[53411]} : { ولئن أرسلنا } بعد وجود هذا الأثر الحسن { ريحاً } عقيماً { فرأوه } أي الأثر{[53412]} ، ويجوز أن يكون الضمير للريح من {[53413]}التعبير بالسبب{[53414]} عن المسبب { مصفراً } قد ذبل وأخذ في التلف من شدة يبس الريح إما بالحر أو البرد { لظلوا } أي لداموا وعزتنا لهذا يجددون الكفر أبداً وإن كان " ظل " معناه : دام نهاراً ، وعبر بالماضي موضع المستقبل نحو " ليظلن والله " تأكيداً لتحقيقه ، ولعله عبر بالظلول لأن مدة النوم لا تجديد فيها للكفر ، ولذلك أتى فيها{[53415]} بحرف التبعيض حيث قال : { من بعده } أي بعد اصفراره { يكفرون* } بيأسهم من روح الله و{[53416]} جحودهم لما أسلف إليهم من النعم بعد ما تكرر من تعرفه سبحانه إليهم بالإحسان ، بعد ما{[53417]} التقت حلقتا البطان{[53418]} ، وكان {[53419]}وكان{[53420]} فلا هم عند السراء بالرحمة شكروا ، ولاعند الضراء بالنقمة صبروا ، بل لم يزيدوا هناك على الاستبشار ، ولا نقصوا هنا شيئاً من تجديد الكفر والإصرار ، فلم يزالوا لعدم استبصارهم على الحالة المذمومة ، ولم يسبقوا{[53421]} في إزالة النقم ، ولا إنالة النعم ، فكانوا أضل من النعم{[53422]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.