تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ} (51)

46

{ ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون . }

التفسير :

أي إذا أرسل الله ريحا عاتية تحمل التراب والغبار والإعصار فتلون الزرع واصفر وذبل وفقد الاخضرار والنضارة ، فإن الناس تتغير بسرعة وتكفر بنعمة الله الذي ساق إليهم المطر وأحيا الأرض وأنبت الزرع فهم لا يحتملون البلاء ولا يصبرون على البأساء ولا يتأملون في أن المصيبة في الثمار قد تكون ابتلاء من الله تستحق الصبر على البأساء والرضا بأسباب القضاء .

قال القاسمي : { ولئن أرسلنا ريحا } ، على الزرع { فرأوه مصفرا } أي : من تأثيرها فيه { لظلوا من بعده يكفرون } ، أي من بعد اصفراره يجحدون ما تقدم إليهم من النعم أو يقنطون ولا يصبرون على بلائه وفيه من ذمهم وعدم تدبرهم وسرعة تزلزهم لعدم تفكرهم وسوء رأيهم ما لا يخفى . xviii أ ه .

والخلاصة : أن الناس ترى بأعينها أنعم الله متكررة ، وإذا جاءت ريح ضارة أو سامة ، فاصفر الزرع ومال إلى الفساد فإن الناس تتنكر للخالق الرازق وتنسى فضله السابق ولا تصبر بل تكفر .